ورشة فنية تطبيقية في فن الطين والفخار، لفائدة تلميذات وتلاميذ الثانوية الإعدادية محمد السادس بمقريصات.

هذه الورشة التكوينية جاءت لتعزز الجهود المبذولة في سبيل تثمين التراث المحلي الغني الذي تزخر به المنطقة، وخاصة في مجال الحرف التقليدية التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية لمقريصات. وقد كان الهدف الأساس من هذا النشاط هو نقل المهارات اليدوية والمعارف الحرفية إلى الناشئة، وخلق وعي جماعي بأهمية المحافظة على هذا الموروث الثقافي وتوريثه للأجيال المقبلة.

وقد شكّلت هذه الورشة، التي أطرها حرفيون مهرة من أبناء المنطقة وعلى رأسهم عائلة التشتي، مناسبة للتلاميذ لاكتشاف عالم الفخار عن قرب، والتعرف على مختلف مراحل تشكيل الطين وصناعة الأواني التقليدية. كما أتيحت لهم الفرصة لخوض تجربة عملية ممتعة، تفاعلوا معها بحماس كبير، حيث أبدعوا في تشكيل قطعهم الخاصة وتعلموا تقنيات جديدة بأسلوب بسيط وتفاعلي.

وقد عبّر المشاركون عن إعجابهم الكبير بهذا النشاط، الذي أخرجهم من روتين الفصول الدراسية، وفتح أمامهم آفاقاً جديدة للتفكير في أهمية التراث كرافعة للتنمية المحلية وكمصدر إلهام للإبداع والابتكار.

وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نتوجه بخالص عبارات الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح هذه الورشة، وعلى رأسهم عائلة التشتي التي احتضنت النشاط في فضاء ورشتها وساهمت بسخاء في تأطيره، وكذا الأطر التربوية التي رافقت التلاميذ، وساهمت في التنظيم والتنسيق.

هذه المبادرة ما هي إلا خطوة أولى ضمن سلسلة من الأنشطة الهادفة إلى جعل مقريصات فضاءً نابضاً بالحياة الثقافية ومقصداً سياحياً يحتفي بتاريخه، إنسانه، وكنوزه اللامادية